تتناول رواية “بيت خالتي” مشهدًا من الثورة السورية التي استمرت لعقد من الزمن، في ظل صراع مرير بين الشعب السوري والنظام الحاكم، الذي استخدم كل الوسائل العسكرية والسياسية للقضاء على المعارضة. في الرواية، يقدم العمري صورة قاتمة عن الوضع في سوريا، حيث تم تحويل مؤسسات الدولة إلى مراكز للتعذيب والتصفية، مما أدى إلى تغير ديموغرافي في البلاد، حيث استهدف النظام كل من يعارضه.
الرواية تركز على إظهار النظام السوري كطرف إجرامي يمتلك القوة الشرعية والعسكرية، في حين أن المعارضة السورية، رغم نواياها التغيير، تفتقر إلى القدرة على إدارة الدولة، وتُظهر الرواية أن أخطاء المعارضة ليست هي المحور الأساسي، بل تلك الجرائم الوحشية التي ارتكبها النظام.
تتناول الرواية أيضًا حالة “الإنكار” لدى جزء كبير من الشعب السوري، الذين رغم قسوة الواقع والهزائم العسكرية، ما زالوا يرفضون الإقرار بالحقيقة ونتائج الثورة. يصف العمري هذا التوجه بأنه حالة من الخوف والانقسام النفسي الذي يعيشه الكثير من السوريين.
من خلال شخصية رئيسية في الرواية، التي تتأمل في هزيمة الثورة وفي ما آل إليه الحال، يحاول العمري دفع القارئ للتفكير في مسؤولية الشعب السوري في تحمل جزء من التغيير، والمساهمة في بناء وطن جديد خالٍ من الظلم والفساد. وتختتم الرواية بشكل مأساوي، حيث يُظهر الكاتب شخصية شابة مؤمنة بالتغيير تنتهي حياتها بالانتحار في منفاه، في إشارة إلى الصراع الداخلي الذي يعيشه الكثير من السوريين.
الرواية تدعو للتصالح مع الحقيقة والاعتراف بالظلم والمساهمة الفعالة في بناء المستقبل، وتنتقد المواقف السلبية تجاه الجرائم السياسية والانحياز للطغاة. الكاتب يوجه رسائل قوية ضد أولئك الذين يدعمون الإجرام أو يقفون بجانب الأنظمة الدكتاتورية تحت ضغط المصالح الشخصية أو السياسية.
في النهاية، “بيت خالتي” ليست مجرد سرد للواقع السوري، بل هي دعوة للتأمل في مسؤولية كل فرد في بناء وطن جديد قائم على العدالة والمساواة، بعيدًا عن الخوف والانحياز للطغاة.
اطلب كتابك ..