اقرا لتقود

اقرأ لتقود: كيف تصنع الكتب عقلاً لا يُهزم

في زمنٍ تتسارع فيه الأحداث وتتكدّس المعلومات من كل صوب، أصبحت القيادة أكثر من مجرد منصب أو لقب، بل صارت مسؤولية تتطلب وعيًا، عمقًا، وبعد نظر. وفي قلب هذا العمق، تقف القراءة كواحدة من أعظم الوسائل لصقل الشخصية القيادية، وصناعة عقل لا يُقهر.

القراءة ليست رفاهية

لدى البعض، تُرى القراءة وكأنها هواية جانبية تُمارس في أوقات الفراغ، أو وسيلة للهروب من الواقع. لكن الحقيقة أن القراءة هي فعل مقاومة، وفعل بناء في آنٍ واحد. إنها الطريقة التي نواجه بها الجهل، ونصنع بها أنفسنا من الداخل. الكتاب يمنحك فرصة لتعيش آلاف الحيوات، وتجرب مئات المواقف، دون أن تغادر مكانك.

القادة يقرؤون… ولا عجب

حين ننظر في سِيَر أعظم القادة، نلاحظ نمطًا مشتركًا: حبهم للقراءة. باراك أوباما كان يُخصص ساعة يوميًا للقراءة حتى خلال فترة رئاسته. بيل غيتس يقرأ نحو 50 كتابًا سنويًا. إيلون ماسك حين سُئل كيف تعلّم تصميم الصواريخ، أجاب ببساطة: “قرأت كتبًا كثيرة”.
حتى النبي محمد ﷺ، كانت أول كلمة نزل بها الوحي عليه: “اقرأ”. لم يكن أمرًا عشوائيًا، بل إشارة إلى أن طريق القيادة والرسالة لا يبدأ بالسيف، بل بالعلم والكلمة.

كيف تصنع الكتب عقلًا لا يُهزم؟

القراءة تفعل ما لا تفعله أي وسيلة أخرى:

  • توسّع أفقك: عندما تقرأ، تخرج من إطار تجربتك الشخصية، وتستفيد من عقول وتجارب بشر سبقوك بمئات السنين.

  • تعزز مهارات التفكير النقدي: القائد لا يسير مع التيار، بل يُحلّل، ويُقيم، ويختار. القراءة تجعلك أكثر وعيًا بالعالم من حولك.

  • تبني ثقة داخلية: كل كتاب تقرأه هو لبنة في بناء ثقتك بنفسك، فأنت تعرف أكثر، وتفهم أعمق، وتتحدث بثقة أكبر.

  • تُحسّن التواصل: القارئ الجيد غالبًا ما يكون متحدثًا جيدًا، لأن عقله ممتلئ بالمفردات والأفكار والقصص الملهمة.

كيف تبدأ؟ ببساطة، لا تنتظر

كثيرون يؤجلون القراءة بحثًا عن الوقت المثالي أو المزاج المناسب. ولكن القادة لا ينتظرون الظروف، بل يصنعونها. اقرأ في الطريق، قبل النوم، بعد العمل، حتى لو 10 صفحات في اليوم.
ابدأ بما تحب، سواءً في تطوير الذات، أو قصص النجاح، أو حتى الروايات. المهم أن تقرأ بانتظام.


في الختام

القيادة ليست مجرد قرارات صارمة أو خطب رنانة، بل هي نتاج عقل واعٍ، ناضج، وواسع الأفق. وكل صفحة تقرؤها اليوم هي خطوة نحو هذا العقل.
اقرأ لتقود، لتفهم، لتتغير. اقرأ لتصنع نسخة لا تُقهر من نفسك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

القائمة الرئيسية
Close

السلة

تم العرض

آخر المنتجات التي تم استعراضها

Close

Quickview

Close

الأقسام

WhatsApp اطلب كتابك ..